هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 حسن نصر الله بين تقيِّتين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الدلوعه

الدلوعه


انثى
عدد الرسائل : 3137
العمر : 27
الموقع : فـــ قلب نانسي ــي
المزاج : دلوعه
الدوله : حسن نصر الله بين تقيِّتين UsaC
السٌّمعَة : 19
نقاط : 10010462
تاريخ التسجيل : 06/10/2007

بطاقة الشخصية
نقاط:
حسن نصر الله بين تقيِّتين Left_bar_bleue1000/1000حسن نصر الله بين تقيِّتين Empty_bar_bleue  (1000/1000)
الوسام:
وصف:

حسن نصر الله بين تقيِّتين Empty
مُساهمةموضوع: حسن نصر الله بين تقيِّتين   حسن نصر الله بين تقيِّتين I_icon_minitimeالإثنين يونيو 09, 2008 8:29 am

لا يستطيع أحدٌ أن ينكر بلاغة وخطابة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ودورها في توسيع دائرة التأييد الشعبي لحزب الله في مرحلةٍ ما.


وتلك القدرة المدهشة هي العقدة التي راهنت وما تزال تراهن عليها ولاية الفقيه في إيران لضمان دائرة مصالحها وتوسعها. لم يعد خافياً اليوم أنك كي تعرف ما الذي سيقوله السيد حسن نصر الله الخطيب المصقع فأنت تحتاج إلى السفر إلى إيران لتعرف ما الذي يدور في عقل الولي الفقيه. فالسيد حسن وكيله السياسي والشرعي . ومهمته الرئيسة – التي يؤديها بإتقان مثير للإعجاب رغم صعوبتها – هي في أن يُموَّه القرارات الإيرانية التي تصدر من مطبخ ولاية الفقيه بلاغياً وخطابياً كي تبدو كمصالح لبنانية وطنية وشعبية صرفة.

لا يوجد عاقل اليوم يشك في أن ولاء نصر الله هو لإيران ولاية الفقيه. فالبيان التأسيسي للحزب والذي سُميَ بالرسالة المفتوحة والتي بعنوان "من نحن، وما هي هويتنا" ينص بوضوح على ذلك: "إننا أبناء أمـّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسّـست من جديد نواة دولة الإسلام المركزيّة في العالم. نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثّل بالولي الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسَّـد حاضراً بالإمام المسدّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، دام ظلّه، مفجّر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة".

ويكفي أن يقرأ الواحد منا كتاب "حزب الله – المنهج – التجربة – المستقبل" لنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ليدرك أن الحزب لا يعدو أن يكون وكالة حصرية لولاية الفقيه الإيرانية. يقول نعيم قاسم في كتابه: "... يحتاج المسلم المكلف في القسم الأول (أي قسم العبادات والمعاملات) إلى مرجع تقليد لمعرفة الأحكام الشرعية وضوابطها، وفي القسم الثاني (القسم المرتبط بالأمة ومصالحها وحربها وسلمها وتوجهاتها العامة) إلى قائد هو الولي الفقيه لتحديد السياسات العامة في حياة الأمة, ودور المكلفين العملي في تنفيذ أحكام الشرع المقدس والسهر على تطبيقها في حياة الأمة".

وأعتقد أن السيد حسن في بيانه الأخير الذي افتخر فيه بأنه عضو في حزب ولاية الفقيه قد وضع النقاط على الحروف, ولم يدع مجالاً لأحد للشك في ولائه وإنتمائه.

بل إن الحقيقة الجوهرية الأولى التي لا تستطيع بلاغة نصر الله وخطابيته أن تحجبها هي أن حزب الله إيراني الهوى منذ اللحظة الأولى حيث صرَّح حجة الإسلام علي أكبر محتشمي والذي عمل سفيرا في سورية للفترة 1982-1985 كما عمل أيضا وزيرا للداخلية في إيران لصحيفة شرق الإيرانية بأنه يعتبر الأب المؤسس لحزب الله اللبناني الذي أخرج حزب الله من رحم أمل في العام 1982. ليس هذا فقط بل وكشف أشياء أخرى مثيرة للاهتمام مثل مشاركة مقاتلي حزب الله جنباً إلى جنب مع رجال الحرس الثوري الإيراني في الحرب الإيرانية العراقية! يقول السيد حسن نصر الله بعظمة لسانه في مجلة المقاومة العدد 31 ص6: "أتت قوات إيرانية إلى سوريا ولبنان للمساعدة، وهذه القوات هي التي تولت تدريب مقاتلينا".

وكلنا نذكر التصريح الصارخ لإبراهيم الأمين القيادي البارز في حزب الله "نحن لا نقول إننا جزء من إيران نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران" ( جريدة النهار 5/3/1987). والأدلة أكثر من أن تحصى في هذا الجانب. ولا أظننا في حاجة إليها بعد تصريح السيد حسن نصر الله المعلن.

حسناً إذا كان التأسيس إيرانياً والتدريب إيرانياً والتمويل الذي لم يتوقف إيرانياً (وتذكروا أن من يأكل من خبز السلطان يُقاتل بسيفه) فهل يُعقل أن لا تكون المصلحة الإيرانية أولاً؟

يقول حسين شريعة مداري في جريدة كيهان في مقالة بعنوان (هذه حربنا) بعد تنامي الضغوط التي تدعو إلى فك الارتباط بالميليشيات المسلحة خارج إيران ووقف تمويلها وعلى رأسها حزب الله لسوء الظروف الاقتصادية الداخلية: "إن حزب الله لا يقاتل من أجل السجناء، ولا من أجل مزارع شبعا، أو حتى القضايا العربية أياً كانت في أي وقت وإنما من أجل إيران في صراعها الحدودي لمنع الولايات المتحدة من إقامة شرق أوسط أمريكي".

وللعلم فقط فحسين شريعة مداري من المقربين جداً إلى المرشد العام خامنئي. وهو صاحب التصريح الشهير بأن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية, وأنها قد انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه وحكومتي بريطانيا وأمريكا . وتصريحات جريئة مثل هذه لا يمكن لها أن تخرج من دون أذن الولي الفقيه بطبيعة الحال.

إذاً حزب الله يقاتل من أجل إيران ومصالحها في المنطقة. لكن السيد حسن ظل لسنوات يخطب لنا عن المصالح اللبنانية والسيادة والحرية والاستقلال والمقاومة, فهل نصدقه أم نصدق شريعة مداري؟ هل نصدقه أم نصدق فخر روحاني السفير الإيراني السابق في لبنان الذي يريد لبنان تابعاً حيث قال في مقابلة مع صحيفة إطلاعات الإيرانية في نهاية الشهر الأول من عام 1984: "لبنان يشبه الآن إيران عام 1977، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر، فإنه إن شاء الله سيجيء إلى أحضاننا، وبسبب موقع لبنان وهو قلب المنطقة، وأحد أهم المراكز العالمية، فإنه عندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلامية، فسوف يتبعه الباقون".

ويقول في جريدة النهار 11/1/1984 "لبنان يشكل خير أمل لتصدير الثورة الإسلامية".

حسناً جداً وصلنا الآن للهدف الرئيس من هذه المقالة. ما الذي فعله السيد حسن نصر الله ليموه ويماهي المصلحتين الإيرانية بحكم عقيدته الدينية والسياسية التابعة, والمصلحة اللبنانية والتي تهمه فقط بحكم الحاجة إلى احتضان شعبي مؤيد يضمن بقاء سلاحه وتكدسه وتمدده؟

هنا مكمن إبداع وتفوق السيد حسن نصر الله . فلقد قرأ المشهد بشكل جيد, وأدرك أن عداء أمريكا والصهيونية وإعلان الحرب عليهما وعلى مصالحهما في المنطقة كفيل بحشد الجماهير العربية وصنع خزَّان شعبي داخلي وخارجي ضاغط, فالجماهير العربية لا تسأل أخاها حين يندبها في النائبات على ما قال برهانا ! وهو ما حصل ....

لقد استخدم السيد حسن نصر الله العداء لأمريكا وإسرائيل خير استخدام. وهو عداء حقيقي بالمناسبة لكنه ليس لصالح لبنان أو فلسطين أو العرب بل إيران. وإذا توافقت مصلحتان إيرانية باطنية ولبنانية يعلنها السيد الأمين فسنُصدِّق السيد الأمين حسن مرغمين على أن المصلحة اللبنانية كانت في المقدمة.

لماذا صدَّقنا وصدَّق الشارع العربي والإسلامي السيد حسن نصر الله طوال هذا الوقت رغم أن أدبيات الحزب كانت واضحة وظاهرة في ارتباط الحزب بولاية الفقيه الإيرانية عقيدة وسياسة ؟

من وجهة نظري أن هناك أكثر من سبب يأتي على رأسها خروج الاحتلال الإسرائيلي من الشريط الحدودي عام 2000 مما أعطى دفعة معنوية ودعائية هائلة للحزب بصفته الحزب الذي هزم الصهاينة وجعل جنودهم يفرون كالجرذان. (سيأتي لاحقاً أن هذا الانسحاب الإسرائيلي وضع الحزب وترسانته العسكرية في ورطة "وجودية"). السبب الثاني كان الاحتلال السوري الذي لم يكن ليسمح لأياً كان بالحديث حول الارتباط العضوي بين حزب الله وإيران. ومن يفعل شيئاً من ذلك فمصيره المطاردة والنفي كما حصل مع صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله.

ولم يكن لأحد خارج لبنان أن يتكلم عن هذا الارتباط العضوي ما لم يبدأ اللبنانيون "الخاضعون للاحتلال" الكلام حوله بأنفسهم. وأسباب أخرى ثانوية ذات علاقة بالداخل اللبناني....

بدأت ورطة الحزب تطفو على السطح من حين خروج الاحتلال الإسرائيلي من الشريط الحدودي فالمسوِّغ والمُبرر الجهادي المُسلَّح لم يعد قائماً, فلقد خرج المُحتل. وأُسقِط في يد إيران والحزب الذي بدا منكشفاً من غطائه الساتر. فخرج بحكاية مزارع شبعا كي يبذر فيها مبررات جديدة لوجود سلاحه وترسانته العسكرية تلك الترسانة التي تضخمت وتضاعفت حتى لم يعد الشريط الحدودي يستوعبها !

وفجأةً بدأت الأصوات ترتفع شيئاً فشيئاً ضد التواجد السوري لا ضد حزب الله الذي لا يستطيع أياً كان توجيه نقده المباشر إليه بحكم الجماهيرية وبحكم القوة التي لديه. بدا واضحاً أن قطاعاً من اللبنانيين فهموا اللعبة. ووجدوا هم أيضاً مبرراتهم الخاصة لرفض التواجد السوري في ممارسات الجيش السوري وقواه الأمنية المهينة. ورفض التواجد السوري كان يعني قطع الثدي المغذية لحزب الله وهو ما كان مرفوضاً من إيران وسوريا وحزب الله.

لذا كان لزاماً التخلص من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي بدا أنَّه شيئاً فشيئاً يتملص من الدائرة السورية من أجل تخليص القرار اللبناني واستنقاذه.

حدث ما كان لزاماً أن يحدث واغتيل الرئيس الشهيد. لكن السحر انقلب على الساحر. تحررت الأصوات.

وبدأ قطاع كبير من اللبنانيين يطالبون بخروج المحتل السوري. وحشدت قوى 14 آذار المناوئة للوجود السوري الشارع اللبناني في مظاهرة مليونية أدت إلى إخراج المحتل تحت الضغط الجماهيري اللبناني الكبير والمتواصل والضغط الخارجي العربي والغربي.

عكس كل هذه المعطيات الجديدة لم يستطع حزب الله أن يضع السلاح جانباً وأن ينخرط في العمل السياسي الخالص ككل المقاومات الأخرى التي ينتهي كفاحها المُسلَّح بالنصر؛ بل ظل يقبض على السلاح بقوة. هو يريد الاثنين معاً وهذا فوق أنَّه غير عقلاني هو أيضاً غير ممكن لأن الممارسة السياسية تتناقض مع الممارسة العسكرية. زد على ذلك أن لا أحد من شركاء الوطن من السُنَّة والمسيحيين والدروز سيقبل احتكار حزب واحد للسلاح مهما كانت الوعود والأيمان والعهود.

لهذا وقع الحزب وأمينه العام بالذات في مشكلة ألا وهي صعوبة تمويه سلاح الحزب بماء المصلحة اللبنانية والمقاومة والحرية. كان الجميع يعلمون أن مصطلحات كهذه لم تعد "تؤكل عيش" في الشارع اللبناني ولا الشارع العربي الذي بدأ يتساءل عن شرعية السلاح ومبررات وجوده بعد خروج المحتل.

وكلما واجه الحزب مشكلة في الداخل وواجهت إيران مشكلة في الخارج (مشكلة الملف النووي) فانتظر الحرب. توجه الحزب إلى إسرائيل ليحصل من خلال حروبه معها على شرعية جديدة لسلاحه. وكانت حرب تموز الكارثية التي تسببت بمقتل 1200 لبناني من بينهم نساء وأطفال. وتهجير وتشريد ربع سكان لبنان, وتدمير البنية التحتية من جسور ومرافق عامة, إضافة إلى تدمير 90 ألف مبنى سكني, وخسائر اقتصادية تعدت الأربعة مليارات دولار. لاحظوا مقتل 1200 لبناني من أجل مطالبة بإطلاق أسير أو اثنين من أفراد حزب الله في السجون الإسرائيلية!!

انتهت حرب تموز بتوقيع حزب الله على ورقة النقاط السبع المعروفة بالقرار 1701 الذي أنهى بشكل عملي كل وجود مسلح للحزب. ورغم هذا كانت لدى السيد حسن الشجاعة ليسمِ ما حصل "النصرالإلهي"!

وبدأت مرحلة جديدة تفتق ذهن السيد حسن فيها عن مصطلحات جديدة تناسب المرحلة تجعل من الصعوبة بمكان أن يتحدث أحدٌ عن نزع سلاح الحزب دون أن يوصم بالخيانة والعمالة للعدو الإسرائيلي والأمريكي. إنها مصطلحات "القداسة" و"النظافة" و"الطهرانية". ونسي السيد حسن أن الإنسان يخون الفكرة حين يُقدِّسها.

بدأ اللبنانيون يسمعون السيد حسن يصف سلاح الحزب بالمُقدَّس, والمقاومة بالمُقدَّسة، والدماء التي أهريقت بالمُقدَّسة, وموضوع أسرى الحزب لدى إسرائيل (وليس الأسرى اللبنانيين لدى سوريا) بالمُقدَّس، وشبكات اتصال الحزب بالمُقدَّسة, والمال (الإيراني) الذي يصل للمقاومة بالمال النظيف, والموظفين المؤيدين للحزب كمسؤول المطار بالوطنيين الشرفاء، بل والجماهير المؤيدة للحزب بأطهر الناس وأشرف الناس وأتقى الناس!!

من عساه يقف ضد حزب رباني إلهي مُقدَّس على هذه الشاكلة؟

لقد أحاط السيد نصر الله كل ماله علاقة بالحزب بسور من القداسة, وما ذاك إلا لأنه في مأزق. مأزق حقيقي يمكن رصده بشكل دقيق من خلال قراءة الخطاب اللبناني الداخلي الذي أعلنت قواه السياسية المختلفة رفضها بشكل قاطع وواضح انفراد حزب الله بقرار الحرب والسلم (الذي هو في حقيقته قرار الولي الفقيه). كما يمكن رصد المزاج الشعبي الخارجي الذي بدأ يتحوَّل تجاه ربط الحزب بإيران ومصالحها, وسبب انفراده لوحده بالسلاح دوناً عن الآخرين وعلى رأسهم السنَّة.

بين قرني هذا المأزق بدأ السيد حسن يفقد بلاغته وخطابيته التي اشتُهر بها, لأن الشق قد اتسع على الراقع, فلم يعد يستطيع أن يموَّه ويلبس مصالح إيران الباطنية لباساً وطنياً فلقد سقطت كل المبررات والمسوِّغات التي ظل يعزف على وترها ردحاً طويلاً في غياب الوعي الشعبي بالتفاصيل التي عادة ما تسكنها الشياطين.

لقد كانت دائرة التأييد الشعبي لحزب الله وأمينه العام تضيق شيئاً فشيئاً حتى بات السيد يعتمد اعتماداً كلياً على دائرته "الشيعية" الضيقة. ولا أدل على ذلك من قوله أن المقاومة لم تعد في حاجة إلى إجماع وطني أو شعبي!, ومن ترداده لمصطلح المظلومية وهو مصطلح شيعي صرف يمثل في الوعي الشيعي الشعبي الماضي المليء بالغبن والاضطهاد والمستقبل المؤذن بالاقتصاص من مغتصبي الحق الإلهي.

ومن عسى هؤلاء المغتصبين يكونون سوى خصوم الحزب؟! لذا بدأ السيد حسن المعروف بهدوئه يفقد أعصابه فيشتم ويُخوِّن ويُهدَّد بقطع الأيدي والسحب من الفُرُش والإلقاء في السجون بل والرمي في البحر. ولعلنا نتذكر أن عبدالناصر وعد يوماً بإلقاء اليهود في البحر , لكنه لم يستطع أن يفعل ذلك.

لقد كان السيد حسن نصر الله في أسوأ أحواله, فهو أمام استحقاقات إيرانية كبيرة, وأمام واقع لبناني بات قاطعاً وواضحاً جداً تجاه الاستحقاقات الإيرانية وتجاه ذراعها في لبنان والمتمثل في حزب الله بشكل رئيس. السيد حسن بين تقيتين. تقيَّة دينية باطنية تخضع في رواحها ومجيئها للولي الفقيه الإيراني, وأخرى سياسية يموِّه بواسطتها التقيَّة الدينية.

وقد فشل في ذلك فشلاًً ذريعاً وهو الذي قلَّما يفشل. فالأمر يتطلب قدرة على الجمع بين المتناقضات وهذا مستحيل فمن الذي سيقبل اليوم زعم السيد حسن أنَّه يقبل برأي الأغلبية وهو ملتزم دينياً وسياسياً برأي الولي الفقيه؟ إمَّا هذا أو هذا.

لذا وقع السيد حسن في السنوات الثلاث الأخيرة هو نفسه في تناقضات وزلات لا يستطيع شيءٌ أن يسترها أو يموِّهها ولو كان السيد حسن نصر الله في أيام عزه !

آخر طوامه وزلاَّته العملية كانت توجيهه لسلاح الحزب تجاه الداخل وإحتلاله لبيروت وقتله لشبابها في الشوارع, وهو الذي أقسم في السابق ووعد وتعهد بأن لا يوِّجه سلاحه للداخل, وقال "هذا وعدٌ مني"!!

وليس أسوأ من طامته هذه سوى وصفه لقتلى الحزب وشركائه في هذه العملية بالشهداء, وقتلى الآخرين من خصومه الوطنيين بالضحايا !!

وسبحان الله, كيف تحول حزب الله المقاوم والوطني في سنوات قليلة إلى ميليشيا مذهبيَّة, وكيف تحوَّل قائده البليغ المصقع والوطني ليكون قائد ميليشيا مذهبيِّة يوزع صكوك الغفران على قتلاه وصكوك النيران على قتلى الآخرين الذين يساكنونه الوطن نفسه....

زلة السيد حسن هذه والتي قبلها ليست الأوليين, بل سبقهما الكثير - ولعل مقالتي القادمة تكون حول ذلك - لكن مصطلحات كالمقاومة والجهاد والنصر كانت في السابق تمنعنا عن رؤية الصورة واضحة بلا رتوش أو أصباغ. لكنها اليوم ولحسن الحظ بعد خروج الاحتلالين الإسرائيلي والسوري لم تعد تفعل ذلك...

مرة قرأتُ: حين تكون الصورة التي أمامك نقيَّة جداً فكن على يقين أن هناك خللاً ما.

*خاص بموقع "العربية.نت"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nancy19.mam9.com
دانة البحاره




انثى
عدد الرسائل : 198
العمر : 35
المزاج : مزاجيه
الدوله : حسن نصر الله بين تقيِّتين KuwaitC
السٌّمعَة : 0
نقاط : 2196
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

حسن نصر الله بين تقيِّتين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن نصر الله بين تقيِّتين   حسن نصر الله بين تقيِّتين I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 11, 2008 5:49 am

مشكوره على الخبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حسن نصر الله بين تقيِّتين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: اقسام نانسي الخاصه :: اخبار نانسي-
انتقل الى: