اليسا مطربة بطعم الحياة

.. مســـــــاء الخيـــر ...

يطلقون عليها لقب مطربة بطعم الحياة
إليسا لـ«النهار»: أعداء النجاح.. يثيرون البلبلة من حولي




مطربة بطعم الحياة» هو الوصف الذي أطلقه النقاد على المطربة اللبنانية اليسا.. فهي لم تترك معنى من معاني الحب والحياة إلا وتغنت به.. صوتها الجميل يشيع حالة استماع عبقرية تعيد المستمع الى زمن الفن الجميل. ولم تقف لهجتها اللبنانية ـ التي تعتز بها ـ حائلا أمام وصول أعمالها الى قلوب الناس في العالم العربي من المحيط الى الخليج.
يشعر من يتحدث إلى إليسا انه أمام مؤسسة متكاملة لادارة الاعمال، فكل كلمة بحساب وكل حركة بوزن وكل انفعال بقدر..
في حوارنا معها صارحناها بالاتهامات الموجهة لها، وإصرارها على الغناء باللهجة المصرية، والهجوم الذي طالها بدعوى رفضها كتابة أسماء الموسيقيين على أغلفة ألبوماتها، وحثتنا هى عن أولى خطواتها في دنيا الفن، وأهم أحداث مشوارها الفني الذي قطعته حتى الآن .. وكيفية اختيار أغنياتها..

ألبومك الأخير كان له صدى قوي للغاية.. لكن هذا أول ألبوم لك معظم أغنياته باللهجة المصرية.. لماذا؟

نعم.. أحب كثيراً أن أغني باللهجة المصرية لأن الشعب المصري عدد مستمعيه أكثر من أي بلد آخر.. كما أن الأفكار المصرية في كتابة الأغنية واللحن أيضاً تعجبني، ولذلك أجد نفسي موفقة أكثر في الغناء باللهجة المصرية مع احترامي للهجة الخليجية بالطبع.

وجهة نظر

لكن اللهجة الخليجية بها مفردات رائعة.. هل حاولت الغناء بتلك اللهجة ولم توفقي؟

حاولت أن أغني بها فعلاً لكن شعرت أنني لن أستطيع الاستمرار بها .. وأنا أفضل أن أقدم أغنية «حلوة» بصرف النظر عما إذا كانت باللهجة الخليجية أو المصرية.. الأهم كلمات الأغنية والموسيقى والأداء.. ثم أن كل مطرب له وجهة نظر، وأنا أستمع للغناء الخليجي وأحب المطربين الخليجيين جداً لكني لا أستطيع أن أغني بلهجتهم، ولا أجرؤ على أن أتعدى على لهجة لا أستطيع أن أبرع أو أتميز فيها.

ماذا تفعلين لكي لا تصابي بالغرور؟

أنا دائماً مؤمنة أن النجاح الذي وصلت اليه من عند الله وإذا وقعت عقداً قيماً يتعلق بعملي فإنني أشكر الله كثيراً ، لأنني دائماً في تواصل مع الله ودائماً أدعوه شاكرة كل يوم قبل أن أضع رأسي على وسادتي لأنام.

لكن أكثر من موزع موسيقي هاجمك بدعوى أنك تسعين لتجاهل اسمه على غلاف الألبوم.. فما دفاعك؟

الحقيقة هذا الكلام لاصحة له سوى 3 في المئة فقط منه.. وأنا لا أحب أن أعطي للمسألة حجماً أكبر من حجمها، لكن رداً على الكلام الذي نشر في بعض الصحف حول هذا الشأن، فأؤكد أنني لم أتعد أبداً على حق أحد لأنني عندما أنجح في أي عمل فهذا النجاح بالطبع يكون جماعياً لأنني لا أستطيع النجاح بمفردي وهناك فريق عمل كامل يساعدني للوصول إلى ذلك النجاح.. فليس من مصلحتي أن أمتنع عن اعطاء الحق لصاحبه، كما أن أخلاقي لا تسمح لي بذلك.. وأنا في كل ألبوم أهتم كثيراً أن أحافظ على حقوق الناس وأكتب أسم كل شخص عمل معي سواء كان الموزع أو الملحن أو الشاعر.. لكني حقيقة لا أعرف سبب وجود تلك البلبلة هذه المرة.

أعداء النجاح

هل تعتقدين أن نجاح الألبوم الأخير سبب هذه البلبلة؟

بالطبع .. لأن بيننا من يسمونهم أعداء النجاح ولو لم يكن الألبوم قد حقق نجاحا .. فإنه لم يكن ليثير اهتمام الآخرين.. ثم هل من المعقول أن أنكر فضل الناس الذين عملوا معي وأرفض وضع أسمائهم على الألبوم؟ هذا شيء يرفضه العقل في الأساس.

ما آليات العمل التي اتبعتها في ألبومك الأخير؟

أولاً أنا من أحدد موعد اصدار الالبوم وليس أحد آخر.. ثم أن الأغنيات سواء كانت مصرية أو خليجية المهم فيها بالنسبة لي توقعاتي حول كيف سيكون رد الفعل عند الجمهور.. وبعدها أختار الأغنيات ودائماً أميل لاختيار الأغاني المصرية أكثر من الأغاني اللبنانية لأني لا أعاني من عقدة اللهجة.

هـــل تعتمدين على مجموعة معينـــة من الشعــراء والملحنين؟

ما يحدث هو أن أسمع أولاً الأغنية كاملة متكاملة وأقرر بعدها إذا ما كنت سأغنيها أم لا.. مثلاً أغنية «لو تعرفوا» سمعتها من نادر نور في مصر .. وحينما انتهى من غنائها، وافقت على الفور أن تكون ضمن أغنيات ألبومي، وهناك أغنيات تأخذ وقتاً لكي أقرر مثل أغنية «أواخر الشتاء» حيث كنت مترددة في البداية لأن شكل أولون الأغنية كان جديداً بالنسبة ليّ، رغم ذلك حققت نجاحاً هائلاً، وهي من أكثر الأغاني المحببة إلى قلبي حتى الآن.

معنى الكلام

ما الذي يجذبك أولاً نحو الأغنية التي تختارينها.. الكلمات أم الموسيقى؟

الاثنان.. فكثيراً ما أسمع أغنية يعجبني فيها اللحن لكن أجد كلامها دون معنى أو المعنى ضعيفاً إلى حد ما.. وهنا يكون لي موقف آخر، فأنا أهتم بمعاني الأغنيات للغاية والمهم أن تصل إلى قلوب الناس أيضاً.

هل بدايتك كانت من المسرح؟

نعم.

وما الذي جعلك تتحولين إلى مطربة بعيداً عن المسرح؟

أنا بدأت عملي في المســـرح لكن كمطـــربة فبدأت مع مسرح «تسباس» في لبنان وبدأت أغني أغنيات سياسية وكنت متحمسة جداً لهذا اللون، وعملت مع أكثر من مسرح وكان كل همي أن أظهر موهبتي.

كيف حدث التحول في حياتك الفنية.. وهل واجهت صعوبات في مشوارك؟

بالتأكيد واجهت صعوبات ومتاعب كثيرة وعديدة، وذلك لأنه كان لدي عزم وتصميم على أن أتخرج في «ستوديو الفن» وهو برنامج معروف في لبنان وكل الدول العربية، وخرجت منه مواهب كثيرة.. واستمرت دراساتي بالفن أكثر من 6 سنوات.. وعلى الرغم من ذلك لم يتم قبولي كمغنية بعد أن تخرجت في ستوديو الفن، فقد واجهت انتقادات كثيرة في البداية.

شعور وإحساس

ميولك دائماً رومانسية في الغناء .. لماذا اخترت هذا الاتجاه؟

أنا عاشقة للرومانسية، وأحب الكلمات التي تنتمي لذلك اللون لأنها تعبر عن شخصيتي أو تشبهني.. ودائماً هذه الأغاني هي التي أشعر بها وتمس إحساسي والأهم من ذلك أن اكون فى حالة نفسية جيدة لكي أستطيع أن أغني.

ما حكايتك مع أغنية «ياعالم».. سمعنا أن هذه الأغنية تؤثر فيك بشدة كلما استمعت لها؟

هذه الأغنية فيها مشاعر كثيرة جداً.. وأنا عن نفسي أحب أن أعيش «اليوم بيومه» ولا أخاف ولا أفكر فيما سيحدث بعد شهر ولا حتى بعد سنة لأنني لا أعرف عمري .. وهذه الأغنية تقدم رسالة مهمة وهي أن الانسان يجب أن يعيش لحظة بلحظة لأننا لا نعرف ماذا يخبىء لنا القدر غداً.

معنى ذلك أنك لا تخططين لمستقبلك الفني؟

بالعكس.. فلدي فريق عمل محترف وهناك جمهور ينتظر إليسا وكل ما تقدمه من جديد وكذلك هناك حفلات وعقود أوقعها من حين لآخر.. ومن المؤكد أنني أفكر في كل هذا وأخطط له. لكني أترك كل شيء لأمر الله.

أم كلثوم وفيروز

من المطربة التي تعلمت منها الغناء، أو المدرسة التي تنتمين إليها غنائياً؟

أنا أحب الغناء من صغري لكني تعلمت واستفدت كثيراً من السيدة أم كلثوم وفيروز وكذلك داليدا وعندما كبرت عرفت قيمة هذه الأغاني التي كنت أستمع لها.. وكذلك أحب الأغاني الأجنبية، وأنا من مستمعي سيلين ديون وأغاني «الـبوب»، وكنت أشارك في الصغر بحفلات المدرسة الغنائية على الرغم من أنني كنت في مدرسة «راهبات» ولكن أهلي انتبهوا لموهبتي مبكراً.

ما رأيك في الخلط بين الغناء واستغلال مفاتن الجسد.. هل تؤيدين ذلك؟

على الاطلاق.. لكن كل ما في الأمر انني أحب أن أكون جميلة في كليب يشاهده العالم كله وأكيد سيسعدون عندما يجدونني متغيرة ومتجددة في كل كليب ليّ... لكني ضد أن أقوم بمجهود لأظهر أنوثتي لأنني حين أغني أنفعل مع كلمات الأغنية لتظهر في النهاية بهذا الشكل وأعطي الحرية لأنوثتي بطبيعية واحساس فطري مطلق. ما يجعل الجمهور يتحفز ويشتري الألبوم الجديد.. وهناك كليبات أحلى من الأغنيات، وهناك كليبات سيئة ولكن أغنياتها جيدة والحكم في النهاية للجمهور.. والجمهور يحكم على الكليب من أول مشاهدة، حتى إذا عرض الكليب على المشاهد بعد ذلك 50 مرة فإن أول مرة هي الأساس، فإذا ما أعجبه الكليب سواء ليّ أو لغيري من المطربات سيسمع الألبوم.. فالكليب بالنسبة ليّ هدف لتوصيل الـ CD للجمهــور وعلى سبيــل المثال كليب «أجمل إحساس» هاجمني بسببه كثير من النقاد مع أنه من أكثر الكليبات المحترمة إذا ماقارناه بالجرأة الشديدة في الكليبات الأخرى المعروفة.. فأنا أفضل أن تكون هناك قصة وحكاية في الكليب، لكني لاحظت أن الأمور الآن أصبحت فوضى.. ففضلت ألا أكرر مثل هذا الكليب مرة أخرى لكي لا أدخل في سباق لا أحب الدخول فيه.

ذكاء الفنان

إذن نستطيع القول أنك أعدت ترتيب حساباتك بالنسبة للكليبات بعد «أجمل إحساس»؟

نعم.. اختياراتي كلها اختلفت تماماً بعدها، لأن الفنان إنسان مهمته أنه يغني ولابد أن يكون لديه حد أدنى من كل شيء سواء من الثقافة والقراءة ومتابعة الأخبار يومياً وحب الإطلاع على كل شيء، حتى لو كان الفنان لديه مدير أعمال يجيد التصرف، فبدون قدر عال من الذكاء لن يحقق النجاح أبداً.

يقال انك لا تحبين الاحتكاك بخصوصيات الآخرين وتسيرين على وتيرة واحدة في حياتك.. فهل هذا صحيح؟

هذا صحيح وأيضاً مطلوب جداً بالنسبة لأي فنان لأنه دائماً يكون محط أنظار الجميع ولأن هناك أشخاصاً بعينهم هدفهم تعطيل الفنان عن عمله بنقدهم اللاذع دائما ً، لذا فأنا أفضل أن أتواصل مع عملي وأكون في حالي تاركة الحكم على فني في النهاية لمن يريد التقييم، والحكم دائماً ما يكون في صالحي.

استفزاز

هل مازلت تغضبين ممن يهاجمونك؟ أم أن المسألة أصبحت عادية بالنسبة لك؟

أنا اعتدت على الهجوم.. وفي بداياتى كنت دائماً أتأثر بأي شيء يكتب عني في الصحف والمجلات، وأظل أبكي ولكن أساتذتي الكبار قالوا ليّ ان هذا الهجوم معناه أنك تمتلكين الحضور والتميز.. ومع الوقت نفسه اكتشفت أنه كلما ينجح الانسان كلما تكثر الأقاويل حوله، والآن أصبح الهجوم غير الموضوعي يستفزني كي أتقدم للأمام دائما .

أنت مقيمة بصفة مستمرة في لبنان.. ألم تفكري في ظل الأزمة التي عانتـــها بلادك بالفتـــرة الأخيـــرة أن ترحلي خارجها؟

أفضل البقاء في بلدي الذي أحبه، ولدي إيمان قوي ودائم بأن لبنان قادر على حل أزماته، وهو ماحدث أخيراً، ونحن معتادون على مثل هذه الحروب منذ الأزل.

ما الأغنية العاطفية التي تحبها «إليسا»؟

أغان كثيرة مثلاً أغاني لفيروز وخاصة أغنية «بحبك ما بعرف» أحب دائماً أن أسمعها عندما أكون في حالة خصام مع حبيبي وكذلك أغنية أجمل احساس أيضاً..

ثلاث قصص للحب

إليسا.. عشت كم مرة قصة حب؟

ثلاث مرات وكلها ذكريات بالنسبة ليّ لأن تلك القصص انتهت من حياتي الآن.

هل فشل تلك القصص ترك فى قلبك جراحاً؟

بالطبع وكنت أتأثر جداً وأتوقف عن العمل لأنني من النوع الرومانسي الذي يميل للحب دائماً ومؤمنة أن الحب تضحية وعطاء من القلب والمهم أن الشخص الآخر يقدر هذا العطاء وإلا فهو لا يستحقني أبداً.

هل تعتقدين أن الفنان دائماً في حاجة لزيارة الطبيب النفسي؟

بالتأكيد، لأن الفنان في النهاية انسان لديه مشكلات شخصية، وأنا شخصياً فى أوقات كثيرة أحتاج إلى طبيب نفسي أو حتى شخص أثــق فيه لأتحدث معه كي أشعــر بالراحة.

ما أكثر وقت كنت فيه بحاجة إلى الذهاب لطبيب نفسي؟

أوقات كثيرة أصاب فيها بالضيق دون سبب وأصل لمرحلة لا أستطيع فيها التحمل، لذلك أذهب لشخص يساعدني على التخلص من هذا الشعور وليس شرطاً أن يكون طبيباً نفسياً لكن قد يكون صديقاً أثق فيه لدرجة تجعلني أتحدث معه دونما خوف.