لماذا لا يستطيع وائل كفوري أن يحن مجددا؟ بقلم: م.خالد بطراوي

يبدأ الفنان وائل كفوري أغنيته بمجموعة من التراكمات الوصفية حيث يقول أن الوتر يحن للنغمة، والشمس تحن حتى للقمر، ويشتاق الليل بذاته للسهر، أما هو فانه لا يستطيع ( لاحظوا لم يقل لا يريد) أن يحن للمحبوبة.

وعندها نتساءل نحن قائلين " الله أكبر، لماذا؟" فاذا كانت الشمس (نقيض القمر) تحن للقمر، والليل الذي ملّ من السهر يحن للسهر، فلماذا لا يستطيع وائل كفوري أن يحن للمحبوبة؟

وياتي جواب وائل بالقول أنه يوجد حب للمحبوبة داخل قلبه وقد انكسر، ويوجد جرح وقد ترك أثرا غائرا. ويمعن بالقول للمحبوبة بأن تذهب حيثما تشاء فقد تركها لكي تتلقفها أمواج القدر، ويخاطبها قائلا " أكثر من هيك ما عندي كلام".

بيحن للنغمة الوتر
بيحن للشمس القمر
بيحن لليل السهر
وانا مش قادر حنلك
في حب بقلبي انكسر
في جرح وتارك أثر
روحي تركتك للقدر
مش قادر اكتر قلك

وعندما يصل هذا الكلام كله الى المحبوبة تبدأ ( كالعادة في الافلام ) بالبكاء، فيمعن وائل كفوري بالقول أن هذه الدموع متأخرة وأن هذا الندم أيضا جاء متأخرا. ويزداد وائل كفوري قسوة على المحبوبة ويقول لها بأن لا تقوم بمناداته للعودة لانه لن يسمع، ويطلب منها أيضا أن تنسى الى أبد الابدين عنوانه وأن تنساه. ويقول لها أنه ببساطة لو كان يريد ( هنا يريد وليس يستطيع) أن يعود لعاد من تلقاء نفسه.

شو بينفعني عيونك تدمع
وتقولي ندماني
لا تناديني مش رح اسمع
ونسيلي عنواني
وانسيني لو بدي ارجع....
من زمان ارجعتلك

ويعود وائل كفوري الى الذكريات قليلا، ويتساءل كيف سيكون بمقدوره أن يحلم بعيون المحبوبة بعد أن سرقت هي بنفسها أحلامه؟ ويطلب منها أن تمنحه هذه المساحة كي يندم على ما مضى من أيامه وسني عمره، ويرجوها أن تنساه لانه لو أراد أن يعود لعاد منذ مدة من الزمن وليس الان.

كيف بدك بعيونك احلم
وسرقتي احلامي
خليني عالماضي اندم
وسنيني وايامي
وانسيني لو بدي ارجع....
من زمان ارجعتلك

ثم يعود وائل كفوري ليؤكد التراكم الوصفي في الصورة مؤكدا أن ألأرض تحن للمطر وتفتقده، وأن العين تحن للنظر والا لما وجدت، وأن الضجر بذاته أيضا يحن لأن "يتسلى" ومع ذلك فهو لا يستطيع أن يحن للمحبوبة مجددا. ويقول لها أنه قد تعب وأنه فيما مضى قد طال انتظاره كي يصله منها أصغر معلومة وخبر، وبعد طول الانتظار وصل الى نتيجة مفادها أنه آن الآوان كي يقوم بالقاء الصور ويمزقها ويدعوها لأن تتفهمه وأن لا تلومه.

بيحن للارض المطر
بيحن للعين النظر
بيحن يتسلى الضجر
وانا مش قادر حنلك
شو تعبت وقلبي نطر
تيوصل منك خبر
واليوم رميت الصور
لا تلوميني ان قلتلك
بيحن للنغمة الوتر
بيحن للشمس القمر
بيحن لليل السهر
وانا مش قادر حنلك
في حب بقلبي انكسر
في جرح وتارك أثر
روحي تركتك للقدر
مش قادر اكتر قلك

وهنا بصراحة تنتهي الأغنية، ولكن لا ينتهي الجدل حول مضمونها، هل شدّة الحب تدعو الحبيب أو الحبيبة الى القسوة؟
وهل من المفروض أن يطغى الحب على الكرامةالانسانية؟ ومتى يثأر المرء لكرامته مقابل هذا الحب الجامح؟ وكيف يكون هذا الثأر هل بالتدمير ( منهم يا ناري لأخذ بثاري كما يقول صابر الرباعي) أو بالمسامحة ( سامحتك كتير ومش غصب عني ولا ضعف مني ولكن لأني بحب بضمير كما تقول آصالة نصري ) أم بالحسرة والنسيان كما هو حال وائل كفوري في هذه الاغنية؟ أم عبر منحنيات أخرى.

أترك ذلك كله للحوار وأياكم راجيا أن تقوموا بالمساهمة فيه وفي ابداء الرأي في كل مال كتبت.

وأترككم الان مجددا مع كلمات أغنية وائل كفوري.

بيحن للنغمة الوتر
بيحن للشمس القمر
بيحن لليل السهر
وانا مش قادر حنلك
في حب بقلبي انكسر
في جرح وتارك أثر
روحي تركتك للقدر
مش قادر اكتر قلك
شو بينفعني عيونك تدمع
وتقولي ندماني
لا تناديني مش رح اسمع
ونسيلي عنواني
وانسيني لو بدي ارجع....
من زمان ارجعتلك

كيف بدك بعيونك احلم
وسرقتي احلامي
خليني عالماضي اندم
وسنيني وايامي
وانسيني لو بدي ارجع....
من زمان ارجعتلك
بيحن للارض المطر
بيحن للعين النظر
بيحن يتسلى الضجر
وانا مش قادر حنلك
شو تعبت وقلبي نطر
تيوصل منك خبر
واليوم رميت الصور
لا تلوميني ان قلتلك
بيحن للنغمة الوتر
بيحن للشمس القمر
بيحن لليل السهر
وانا مش قادر حنلك
في حب بقلبي انكسر
في جرح وتارك أثر
روحي تركتك للقدر
مش قادر اكتر قلك