حافظ الشمري
شهد الحفل الغنائي الرابع لمهرجان «ليالي فبراير»، الذي أقيم أمس الأول على مسرح الدسمة، ليلة غنائية رائعة مطرزة بأصوات الفنانين حسين الجسمي ووائل كفوري ويارا.
الجسمي حلّق في سماء الغناء الطربي الأصيل وقدم مجموعة متميزة من أعماله الجميلة وكان نجم الحفل بلا منازع، وفاجأ الجمهور عندما غنى مع الفتاة الكفيفة «سحر» دويتو أغنية «فقدتك»، فيما وصلت رومانسية كفوري إلى قلوب جمهوره فتفاعلوا معه في مشهد انسجام فريد. أما يارا فغنت من أعماق الإحساس لتفرض نجوميتها الشابة عبر الطابع الغنائي الخليجي، ولتثبت نفسها أمام الجسمي وكفوري بأنها رقم صعب لا يستهان به ما بين الأصوات الواعدة.
في الساعة العاشرة وعشرين دقيقة مساء، اعتلت خشبة المسرح المذيعة إيمان نجم لتعلن قدوم الفنانة اللبنانية يارا وسط صيحات الحضور الذي استقبلها بكل حفاوة، فخاطبته قائلة: «سعيدة بوجودي للمرة الأولى في مهرجان ليالي فبراير، وأتمنى أن تكونوا مستانسين».
وقدمت في البداية أغنية للكويت بعنوان «عاشق وطن» من ألحان عبدالله القعود فأشعلت الصالة تفاعلا:
عاشق وطن اسمه الكويت
لي فيها أهل وصحبة وبيت
دورت مثله ما لقيت
إن غبت عنهم وإلا جيت
ثم قدمت من أعمالها الغنائية الجديدة أغنية «حاول»، وبناء على طلب الحضور غنت «صدفة» التي قوبلت بموجة من التصفيق ورددها الحضور معها. ومن أعماق الإحساس الجميل صدح صوتها في أغنية «تعال».
وواصلت يارا حضورها اللافت عندما قدمت أغنية «أحبك يا نظر عيني»، ثم تحولت إلى الأغنيات الرومانسية لتلهب المشاعر والقلوب بأغنية «عم بتشوف»، وطالبها الحضور بعدها بغناء «رغبة مني».
وفرضت يارا نجوميتها الشابة لتثبت أنها رقم صعب في عالم الغناء الخليجي والعربي عندما غنت «ما أروم» ذات اللون الغنائي الإماراتي، التي رددها الحضور معها. وتواصل صوتها العذب ليملأ المسرح بالدفء بأغنية «خذني معك»، بعدها عادت إلى الطابع السريع فغنت «سلمولي» التي وجدت تجاويا من الحضور، وقدمت أغنية «سكر زيادة» فأشعلت التفاعل مجددا. ثم غنت على التوالي «قولي متى أشوفك» للفنان أبوبكر سالم و«شفته من بعيد» للفنانة فيروز.
واختتمت مشاركتها بأغنية وطنية للكويت بعنوان «درت المعمورة» التي لاقت استحسان الحضور فتفاعلوا معها ملوّحين بأعلام الكويت:
درت المعمورة وما لقيت
ألطف من شعبك يا كويت
فى إلنا بيت في لبنان
وإلنا فيك مية بيت
رومانسية كفوري
بعد فترة الاستراحة أطلت المذيعة فاطمة بوحمد في الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق لترحب بمشاركة الفنان اللبناني وائل كفوري الذي انطلق بأغنية «مكتوب علينا نشتاق» التي أشعلت الصالة تماما. وحتى يكتمل الإبداع والتميز كان لزاما على كفوري غناء «شو رأيك» التي وجدت تفاعلا لافتا من الحضور. رومانسية كفوري امتزجت مع القلوب الهائمة وقصص العاشقين في أغنية «يا هوى»، واستمرت حالة الانسجام بين كفوري والجمهور عندما غنى «أغار عليك» التي لاقت تفاعلا لافتا.
أراد وائل كفوري أن يبين للحضور أن النجومية الحقيقية تقاس بتنويع الفنان لأعماله الغنائية فقدم أغنية «بحبك»، ثم طالبه الجمهور بغناء «يا حبيب الروح أسمعني» فاستجاب لهم في الحال.
وحرص كفوري على العودة إلى مشواره السابق من الأغنيات المتميزة فغنى «يا ليل»، واستمر في غنائه العذب الجميل في أغنية «بيحن»، وانسجم طربا مع تفاعل جمهوره بأغنية «أنسى الدنيا». ثم شعر أن الصالة بحاجة إلى الحركة والنشاط فغنى بعيدا عن الرومانسية أغنية «بدي ياه».
كفوري استطاع أن يفرض نفسه نجما بارزا في أغنية «يا حبيب الروح» التي لاقت استحسان الحضور، وغنى على التوالي «ناس نتلاقى فيهم» و«نجوم الليل» و«حبك عذاب»، وكانت وصلته الغنائية الأخيرة أغنية «لو حبنا غلطة» التي وجدت صدى كبيرا لدى الحضور:
لو حبنا غلطة تركنا غلطانين
مزال عشقانين مع بعض مرتاحين
مين اللي قالك مين عن حبنا غلطة
نجومية الجسمي
كان الحضور يترقب بكل شغف ظهور النجم الإماراتي حسين الجسمي. وأطلت المذيعة حصة اللوغاني لترحب بالمايسترو وليد الفايد ثم بسفير الطاقة البديلة روبنسون ألون وغدير الصقعبي ود. سليمان الفهيم، ثم تعلن عن تعيين الفنان حسين الجسمي سفيرا للنوايا الحسنة. وصعد الجسمي خشبة المسرح ليتم تكريمه، وتسلم شهادة وجواز سفره الدبلوماسي من المنظمة العالمية.
الجسمي حظي باستقبال كبير من جمهوره، وبفضل خبرته الطويلة بأجواء الحفلات استهل وصلته باغنية «أنا كويتي» وأهداها الى جمهوره والكويت بمناسبة أعيادها الوطنية. الاغنية من كلمات الشاعر علي الفضلي وألحان الجسمي، ووجدت تفاعلا كبيرا من الحضور:
أنا كويتي والكويت أهلي وبيتي
أنا اللي قلت للتاريخ سجل عندك كويتي
بعد هذه الأغنية طلب منه الحضور أغنية «بحر الشوق» ذات اللون الإماراتي، فغناها وهم يرددون مقاطعها معه، وأعلن الجسمي منذ الوصلات الغنائية الأولى بأنه نجم الحفل بلا منازع، فقدم أغنية «يا تاج الرأس»، وصدح الصوت العذب بأغنية «يا قلبي» ذات اللون الغنائي المغربي.
ثم طلب الجسمي من فتاة كويتية كفيفة اسمها «سحر» الصعود الى خشبة المسرح لغناء أغنية «فقدتك»، وكانت بالفعل مفاجأة الحفل لكونها أدت الأغنية بكل ثقة واقتدار وحظيت بتشجيع الحضور الذي خاطبته قائلة: «أهنىء الجسمي لحصوله على منصب سفير للنوايا الحسنة، ويشرفني الغناء معه وشكرا لسعادة السفير».
وتعهد الجسمي أمام الجمهور بأنه سيقدم مع سحر أغنية وطنية للكويت في الفترة القادمة، وكانت لفتة انسانية جميلة منه.
بعدها حلّق في سماء الطرب الأصيل فغنى «الحريم»، ثم لامس المشاعر في أغنية «ما نخلق مثله»، وعندما شعر بأن الحضور بحاجة إلى جرعة منشطة غنى «نسم علينا الهوى» للفنانة فيروز، فاشتعلت خشبة المسرح تفاعلا.
ولأن الجسمي يعشق الألوان الغنائية الطربية، أعاده الحنين إليها في أغنية «الغرقان» وهي تجربة الدويتو التي قدمها مع الفنان السعودي راشد الماجد أخيرا. وأراد أن يشعل الصالة مرة أخرى فغنى «قاصد» التي وجدت صدى كبيرا لدى الحضور.
ولم تغب عن الجسمي رومانسيته المعهودة، فأطلقها في أغنية «صدقني». وعلى الرغم من الوقت المتأخر لم يبرح الحضور مكانهم، واستمتعوا بصوت الجسمي في أغنيات «ما يسوى» و «بسافر» و«ستة الصبح». وواصل الجسمي نجوميته في أغنيات «أنت كافي» و«باودعك».
ومسك الختام كان أغنية مهداة الى الكويت «أنا كويتي» التي لاقت تفاعل الحضور الذي حمل أعلام الكويت، فأعاد غناءها مرة أخرى.
كانت بالفعل ليلة غنائية جميلة.. فليلة حسين الجسمي ووائل كفوري ويارا تسجل في تاريخ مهرجان «ليالي فبراير».
لقطات
• ارتدت يارا فستانا أسود، بينما ارتدى حسين الجسمي اللباس الشعبي، أما وائل كفوري فاختار البدلة الرسمية.
• احدى الفتيات لم تستطع مقاومة اعجابها بوائل كفوري فصرخت بأعلى صوتها: «وائل أموت فيك».
• حدثت مشادة كلامية بين اثنين من الحضور خارج المسرح، وكادت تتطور إلى تشابك بينهما لولا تدخل بعض العقلاء لفض الاشتباك.
• أحد الحضور طلب بصوت مرتفع من الجسمي غناء أغنية محددة قائلا: «الجسمي طلبتك».
• استمر الحفل حتى ساعات الفجر الأولى وتحديدا الساعة الرابعة فجرا.
• تميزت يارا بغناء اللون الخليجي، وغنى وائل كفوري اللون اللبناني إضافة إلى الفولكلوري، أما حسين الجسمي فكان نجم الحفل بلا منازع.
• رقصت يارا تفاعلا مع وصلتها الغنائية أكثر من مرة على الرغم من تنبيه مراقبي وزارة الإعلام لها بعدم خرق ضوابط الحفلات العامة.
• قام مراقبو وزارة الإعلام بجهود كبيرة من أجل فرض سيطرة النظام وتم طرد أكثر من حالة شغب، كذلك تم طرد أحد العاملين في التنظيم بسبب تعمده عدم الرضوخ لمطالب مراقبي الإعلام.
• قال د. سليمان الفهيم بعد إعلان حسين الجسمي سفيرا للنوايا الحسنة: «تعيين الفنان حسين الجسمي سفيرا لمنظمة اليونسكو تقدير لجهوده كمطرب».
• الفتاة الكفيفة سحر خطفت الأضواء، وكانت مفاجأة الحفل كصوت نسائي شاب واعد لم تحبطها ظروفها، وتحدثت وغنت للحضور بكل ثقة.